قصيدة سر على مهلك يا من قد عقل
سر على مهلك يا من قد عقل واجتهد في الخير قولا وعمل
وإذا ما شــــــــئت تسموا وتُجَلّ اعتزل ذكرى الغواني والغزل
وقل الفصل وجانب من هزل
إن تذكـــــــــرت أويـــقات الصِّبا أو تقس ريح الدبـــور بالــصَّبا
فاترك القـــول لــــــــوقت ذهبا ودع الذكـــــــرى لأيـام الصبا
فلأيــــــــــام الصبا نجم أفل
هـــــــــــذه نفسك قد أهملتها وعلى فعل الــــــدُّّنا ربيتها
كم لذيذا سالــــــــــــفا غذيتها إن أهنى عيشــة قضيتها
ذهـــــبت لذاتها والإثم حل
فضّل الأخرى ولا ترغب بـــذي حبها رأس الخطــــايا فانبذِ
واجتـــنب قول صقيع و بـذيء وافتكر في منتهى حسن الذي
أنت تهـــــواه تجد أمرا جلل
إن شرب الخمر للــــمرء فتن ودليل للــــــمعاصي والفتن
فانبذ الرجس الخبيث الممتهن واهجر الخمرة إن كنت فتىً
كيف يسعى في جنون من عقل
فلــــها الله تعالــــــى حرّمـــا والذي يقربـــــــها قد ظلــما
فهي أم الخبث لحــــما ودما و اتق الله فتقوى الله مــــــا
باشرت قلب امرئ إلا وصــــــل
فهــــــــنيئا للــــذي قد عملا صالحا ثم اتقى المولى علا
في جـــــــنان آمنا قد نـــــزلا ليس من يقطع طـرقا بطلا
إنما مـــــــــــن يتقِ الله البطل
فـــعلى مولاك كــــــن متكلا فهو يكفـــيك ويعطي الأملا
وإذا كنت رزينا عاقــــــــــــلا صدق الشرع ولا تركن إلى
رجل يرصد في الليل زحـــــل
إن أمر الله حــــــتم سلماً فتـــقبل مغلـــقا باب الفتن
وارض بالله حكيــما ذا منن حارت الأفكار في قــدرة من
قد هدانا سبــــــلنا عز وجل
ربنا المبدئ حي لم ينـــــم أوجد العـــالم حقا من عدم
حكمه ينفذ فينـــــا إذ حكم كتب الموت على الخلق فكم
فل من جيش وأفنى من دول
غرت الدنيا غريرا فافتــــتن كنز المال وأخـــــــفى وخزن
ثم ولى لم ينل غير الكفن أين نمـــــرود وكنــــعان ومن
ملك الأرض وولــــــــى وعزل
أين إسكندر سلطان الزمن قهر الدنيا وأفنـــــى وسجن
أين قارون و أقـــيان اليـمن أين عاد أين فرعـــــون ومن
رفع الأهرام من يســــمع يخل
أين من عاثوا فسادا وعتــوا وأذلوا واستـــــــبدوا وطـــغوا
أين من نالوا السبايا واقتنوا أين من سادوا وشالوا و بنوا
هلك الكل فلم تغني القــلل
هــــذه الآثار لو تــــــوقنها قد عــــــفت لما خلت أزمنها
عبرت جلــــت لمن يفطنها أين أرباب الحجى أهل النهى
أين أهل العلــــم والقوم الأول
إن تكن تحظى بعلم عنهم فهموا نحو البلى قد يــمموا
بليت أجسامهم والأعــــظم سيعيد الله كـــــــــلا منهم
وسيجزي فاعــــــلا ما قد فعل
كل نفس كسبت ما صنعت حفظت أعمـــــالها أو ضيعت
قم وبلــــــغ ناصحا أذنا وعت أي بني أسمع وصايا جمعت
حكماً خصـــــت بها خير الملل
وتأملها تجدها مغنمــــــــا وإلى أوج المــــعالي سلما
فهي تحكي عــقد در نظما أطلب العلم ولا تكسل فما
أبعد الخــير على أهل الكسل
من يكن يحظى بفقه حصّلا فبه يرقى المــــقامات العلا
فابتغ الجـــد وخلي الكسلا واحتفل للفقه في الدين ولا
تشتغل عنــــــــه بمال وخول
إن علم الفقه من أولى المنن وهو كنز ماله قط ثــــــــمن
فاسع في تحصيله يا ذا الفطن واهجر النــوم وحصـله فمن
يعرف المطلوب يحــــقر ما بذل
لا تقل قد شتـــــــــت أصحابه لا تقل قد بــــــددت أحزابه
لا تقل قد فرقت طــــــــــــلابه لا تقل قد ذهبــــــت أربابه
كل من سار على الدرب وصل
اتخذ شيخا يجنـــــــبك الردى ويبين لــــــك أعلام الهدى
إن تشاء ترغـــم عدوا حاسدا بازدياد الـــعلم إرغام العدا
وجمال العلـــم إصلاح العمل
أوما يكفيك أو يرضيــــــك أن تكمد الحـــاسد لمّا تنطقاً
فترى فيهم علامـــات الحزن جمل المنطق بالنحو فمن
حرم الإعراب بالنـــطق اختبل
فهو مفــتاح كــــلام العربي وكمـــــلحٍ في طعام طيب
وإذا رمت كمـــــــــال الأدب انظم الشعر ولازم مذهبي
في اطّراح الرفد لا تبغي النحل
إنما الشعر شعار الحكماء وهو نور العقل يجلوا الظلماء
حكمة تهدى إلى من فهما فهو عنوان على الفضل ومـا
أحسن الشعر إذا لم يُبتــــذل
كنت في أنس بي جيران اللوى نتقن الدرس ونحصي ما حوى
رحلوا عني فقاسيت الجـــــوى مات أهل الجود لم يبق سوى
مقرف أو من على الأصل اتكل
كم سعى الناس لنحس أنكد ورجو كل خـــــــــــبيث مفسد
أنا عنهم في مقـــــــام مفـرد أنــــا لا أختار تقبيل يــــــــــــدِ
قطعها أجمل من تلـــك القبل
تلـــــك كف للئيم مسرف حازت الشـــــــح وبالبخل تفي
فاعتبر فيها مقالا منــصف إن جزتني عن مديحي صرت في
رقها أولـــــى فيكفيني الخجل
حلوة الأخرى بدنـــــــيا مرة مــــــــرة أخرى بدنــــــيا حلوة
كل شئ لك فيـــــــه عبرة ملك كسرى عنه تغني كسرة
وعن البحر اكـــــــــتفاء بالوشل
أبعد المطمع عن النفس وجد وإلى الأطماع يومـــــــا لا تلذ
وبرب العرش من بُخـــــل فعذ أعذب الألفاظ قــــولي لك خذ
وأمر اللفظ نطــــــــــــقي بلعل
فعلام الشح يـــــؤذي دينهم وترى الحقد ينــــمّي حزنهم
أين من يفقه عني أيــــنهم اعتبر نحن قسمنا بيــــــنهم
تلقه حقـــــــــــــا وبالحق نزل
لا تنازع حاكـــــما في حكمه أو علـــــيما ماهرا في علـــــمه
أو رئيسا قد علا في قــــومه ليس ما يحوي الفتى من عزمه
لا ولا ما فـــــــــات يوما بالكسل
إنما الدنـــيا عــــــلى حالاتها تجلب التنـــغيص في لـــــذاتها
شأنها الإيذاء في ســــاعاتها اطرح الدنــــيا فمن عاداتـــــها
تخفض العالي وتعلى من سَفل
قد مضى الجاهل في تبجيلها وسعى ســــعيا إلى تذليلها
و غدى يرغب في تســــهيلها عـيشة الراغب في تحصيلها
عيشة الزاهد فيها أو أقــــــــــل
كم غبي في هواها يــــسهر وعليم عن منــــــــــاها يُضمرُ
كسرت قوماً وقــــــــوماً تنصر كم جهـــــــــول وهو مثرٍ مكثرُ
وعليم مات منها بالعـــــــــــلل